الفقر: الازمة والحلول
الفقر هو حالة عدم وجود ممتلكات مادية أو دخل كاف لتلبية احتياجات الفرد الأساسية مثل المأكولات والملابس والمأوى، فمن وقع في هذا يبقى متشردا و لا يجد التغذية السليمة الكافية و لا الأمن الغذائي و هذا يسبب الأمراض المخيفه التي تنتشر بين الناس ولا يجدون لها علاجا هكذا يسقطون من فقر الى فقر.
الفقر ينتج الظروف السلبية مثل عدم وجود الإمكانيات والقدرة لرعاية صحية جيدة بالإضافة إلى انعدام المتطلبات الأساسية للأطفال وأفراد الأسرة و أن المستلزمات الأساسية للحياة غير كافية هذا يعني أن الفقر يشتمل على العناصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على السواء.
لا يمكن لنا حتى ان نتصور عيشنا بلا طعام كافية و بلا علاج صحيح و بلا كهرباء ولامأوى للعيش فيه ، فهذا كل ما يعانيه الفقراء حولنا، ليس في يوم واحد لكن يستمرون عيشهم هكذا كل لحظة.
وفقا للبنك العالمي يعرف الفقر المدقع بأنه العيش على أقل من 1.90 دولار أمريكي في اليوم والفقر المعتدل على أقل من 3.10 دولارا، والأفقر الذي يعيش بأقل من دولار واحد لليوم، والتقريرات الأخيرة للفقر العالمي تشير إلى أن 92 ٪ من العالمين _ يعني 698 مليون أشخاص _ يعيش في فقر مدقع ب1.9 دولار أو أقل منه لليوم و تقدر اليونيسيف بأن نصف أطفال العالم _ يعني 1.1 مليار _ يعيش في الفقر.
وليس من الفقر أن نقلل الأكل باتباع النظام الغذائي، وهذا لا يوضح ولا يرسم لنا الصعوبات التي يعانيها الفقراء، حين سُئلت المعتقلة واسمها ماري ، عن آخر أمنيته لها قبل الإعدام، قالت أريد خبزا وسمكا و أكلت النصف و جهزت النصف الباقي وقالت لمسؤولي السجن أن يعطواها لابنها الذي في خارج السجن وقالت انه حتى لم يلمس طعاما لذيذا مثل هذ، هذا هو ما نعنيه بالفقر.
يمكن لنا أن نعرف الفقر ستة تعرفيات من حيث الجوانب الإجتماعية و السياسية و الاقتصادية
1» الفقر المدقع
الفقراء في هذا النوع لا يجدون الطعام الكافي ولا المياه النظيفة ولا الأمان الصحي ولا المأوى الثابت الكافي، يعيدون التوطين بحثا عن الطعام والمياه النظيفة .وما يتسبب الى نشر الأمراض المخيفه الأطعمة الغير الجيدة و المياه الغير الصحيه والنقيه و هذا يضر لنمو اطفالهم و يزيد نسبة موت الأطفال.
2» الفقر النسبي
ليسوا فقراء معدمين فالفقراء في هذا النوع يمتلكون الطعام الكافي والمأوى الآمن و الملابس الضرورية لكنهم يفتقرون اليها بشيئ خارجي مثلا يكفي الفقير دخله الشهري للحاجات الضرورية لكن إذا جاء يوم العيد أو مراسم أخرى لا يستطيع شراء الملابس الجديده أو الأطعمة اللذيذه ، هذا الفقر مقياس لعدم المواساة في الدخل و يكون دخلهم تحت الدخل المتوسط،.
3» الفقر الظرفية
هذا الفقر فقر مؤقت ينتج بسبب حدوث الظروف الطبيعه الناتجة عن البيئه مثل الزلازل التي تقتلع بيوت الآلاف و الكوارث البيئية الأخرى مثل الفيضانات و الصواعق والتغيرات الاقتصادية الناتجة عن تغيرات سياسية في الدولة وينتج عنها فقدان الوظائف و ما إليها، فيصيرون فقراء ولا يمكنون أن يسد رمقهم و مثل المشاكل الصحية الحادة مثل جائحة كورونا التي ما زالت إلى الآن وبسببها افقدت الكثير من الناس وظائفهم و البعض الاخرى يموتون بالإصابه بها و بالنتيجة لا يزال العيال المعتمدون عليهم جائعين و لا يجدون المال الكافية لعلاجهم، لكن هذا الفقر سينتهي بمساعدة الناس والحكومة بالإجرائات الأولية اللازمة بتلقيح المصابين و غيره.
4» الفقر الأجيال
هذا الفقر خطير جدا، ينتقل إلى الأشخاص من جيل الى جيل ، والنجاح من هذا صعب جدا، لأنهم يقعون في الفقر منذ ولادتهم و يعانونه إلى آخر حياتهم، لأن كل أفراده يحاولون أن يألف أولادهم بأسلوب حياتهم فلا يحلمون بالعيش المتوسط بل كل وقت يفكرون عما يبعد جوعهم و عطشهم لا عما يبعد فقرهم، و معظم هؤلاء الفقراء يموتون فقراء و لم ينجح أحد إلا نادرا،
5» الفقر في المناطق الريفية
هذا الفقر يحدث في المناطق الريفية التى عدد سكانها تحت 50000، و يطول أسباب فقرهم من عدم المناصب الوظائفية الكافية للجميع و عدم حصول الدعم للتعليم الجيد و ما إليها، ومعظم الناس في هذا المناطق لا يتوجهون إلا إلى الأعمال الزراعية و على تقدير البنك العالمي يكثر عدد هؤلاء الفقراء في كل سنة،
6» الفقر الحضري
هذا الفقر يحدث في المناطق التي عدد سكانها فوق 50000، لكون عدد السكان كبيرة حيث أن وصول متطلباتهم من الصحة والتعليم محدود ومع ذلك يعيشون في بيئة عنيفة غير مناسبة للصحة ولهذا السبب يحدث لهم الفقر،
وإن كان في العالم فقراء كثيرون هناك حلول كثيرة للحد من الفقر ومنها
خلق فرص الأعمال
أفضل طرق للخروج من الفقر هو خلق الفرص للأعمال بلا عنصرية و ببناء نماذج مثبة للتوظيف المدعوم لمساعدة العاطلين عن العمل و العمال المحرومين على العودة للعمل، هذا يساعدهم و يخرجهم من الفقر،
رفع الحد الأدنى للأجور
رفع الحد الأدنى لأجور بحيث يستطيع للعامل المتفرغ أن يقضي الحاجات الضرورية لأسرة سيقلل الفقر بشكل سريع، لما رفع رئيس الوزراء السابق الأمريكي باراك أوباما الحد الأدنى للأجور في بلده الى 10.10 دولار أمكن له أن يخرج أكثر من أربعة ملايين فقراء في بلده خارج خط الفقر،
فإذا نفذ الحكومات رفع الحد الأدنى للأجور سيسهل ذلك في مكافحة الفقر،
استثمار في رعاية الأطفال والتعليم
العائلات الفقيرة لا يمكن لهم أن يعطوا لأطفالهم التعليم العالي الجودة و الرعاية الصحية الجيدة وذلك بسبب التكلفة الغير المعقولة، فإذا بذلوا لهذا من راتبهم فلا يمكن لهم أن يشبع بطونهم من باقي الراتب، فالإستثمار المبكر وتوسيع المساعدة الطبية للفقراء سيفيد في نصرهم و سيكون هؤلاء الأطفال ثروة للدولة،
فبإجراء هذا يمكن أن ينتشل الناس من براثن الفقر و يعطيهم عيشا جيدا، وقد نجحت به كثير من الدول لكن البعض يعانون من الأزمات الاقتصادية و البعض الأخرى يشجعون الرأسمالية و العنصرية على أزمات الفقر،
الفقر في الإسلام
فإن الإسلام لا يفرق بين الفقراء والأغنياء بل يحطم أي تفرق أو تميز يفضل الغني على الفقير، وليس للأغنياء فضل عند الله على غيرهم بمالهم ولكن الأفضل أتقاهم كما قال تعالى في القرآن الكريم “إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” و مع ذلك ينشط الإسلام أن يحترم الفقراء و يساعدهم بدل أن ينظر إلى الفقر على أنه عيب لأنه كانوا في العصر الجاهلية يقيسون أقدار الناس بالنظر إلى مبلغ ما يملكون من الأموال و الجاه،
يقول الإسلام أن ننظر إلى الفقر على أنه ابتلاء من الله تعالى ليمتحن الناس هل يصبرون او يجزعون قال الله سبحانه وتعالى ” ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين ” فالصابرون عند البلاء سيعطيهم الله ما لا يحصى، يختبر الله الناس واحدا بالفقر وينظر هل يصبر و الآخر بالمال و ينظر هل يتصدق منه لأخيه.
يأمر الإسلام الأغنياء أن يتصدقوا من أموالهم إلى المحتاجين إليه من الفقراء و المساكين حتى إذا لم يعطوا لهم فيجوز للمستحقين أن يأخذ منها لأنها حقهم.
فإذا ابتلانا الله بالفقر علينا الصبر مع الإحتساب و إذا ابتلانا بالغنى علينا الشكر والتصدق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمنين إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له “